اشترك معنا

أسباب التحرش بالنساء وعلاجه



الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهد أنْ لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
فيا أيُّها المسلمون، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى، عباد الله،إن لهذا الإيذاء للنساء أضرارا عظيمة، فإن يكون ذلك الإيذاء راجع للمرأة وتساهلها بحجابه وعن تسترها فإن هذا يلحق النقص بها ويبطل الثقة بها ويقل خاطبوها وتوصف بأنها متساهلة غير مبالية في عرضها وكرامتها، وإن يكون ذلك من الرجل فليعلم أن هذا أمر منكر وكبيرة من كبائر الذنوب يؤدي إلى الأضرار الآتية:
أولا: إن هذا خطوة من خطوات الشيطان للإيقاع في المحذور: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ).
وثانيا: أن هذا أيضا تتبع عورات المسلمين وقد قال صلى الله عليه وسلم: "يَا مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لاَ تَؤذوا الْمُسْلِمِينَ وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فمن تتتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ تتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ أخزاه ولو في جوف بَيْتِهِ".
ومنها: أنه إيذاء للمؤمنين والمؤمنات والله يقول: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) وهو اعتداء على عرض المسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".
ومنها أيضا: أن ذلك تخبيب للمرأة على زوجها وإفساد العلاقة بين الزوجين قال صلى الله عليه وسلم في الحديث: "لعن الله مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا".
فلنكن إخواني على مستواً من المسئولية والترفع عن هذه الرذيلة، وليعلم المسلم أنه إذا أساء لغيره أو تطلع للآخرين يوشك أن يعاقب بمثل ذلك في نفسه وعرضه فاتقوا الله فعفوا تعف نساءكم واستقيموا على طاعة ربكم لعلكم تفلحون.
أيها المسلمون، إن الأمن والاطمئنان في البلد أمر مطلوب، وكل مسلم يجب عليه أن يكون عينا ساهرة على أمن مجتمع المسلم وأمن بلاده واطمئنانتها واستقراها، إن هذا البلد المبارك يعيش على أرضه ملايين من المسلمين في أمن وطمئنينه أموالهم محفوظة دماءهم مصونة أعراضهم مصونة، لا يتعدى أحد على أحد لا ضرائب تقهرهم ولا مكوس ولا مضايقة كل يكتسب المعيشة ويحول ما يجدوا إلى بلاده فعمروا بلادهم واستفادوا خيرا كثيرا، لأن هذا البلد المبارك لا يظلم فيه أحد، الناس سواسيا أمام الشريعة الإسلامية طمأنينة وأمن وإعطاء كل ذي حق حقه، ولأن كان الخطأ أحيانا من بعض الكفلاء الذين ضعف إيمانهم وقل خيرهم والذين يبلون بأوطانهم وتساهلون في هذه المهمة فالخطأ من هذا ليس يمثل الرأي العام وإنما هذه أخطاء شخصية من بعض هؤلاء الكفلاء لنعلم:
أولا: أن الجهات الأمنية هي مسئولية عن أمن هذا البلد وطمأنينته واستقراره وما تضع من نظم وتعاليم لحفظ الأمن والاستقرار ومعرفة الداخل والخارج هذا أمر من واجبها أمر يفرض عليها دينها لأن هذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمحافظة على أمن البلد فمن حاول التستر وحاول الإيواء وحاول وحاول فإن هذا من نقص إيمانه، إذ المؤمن عين ساهرة على أمن بلده وعلى امن مجتمعه، هذا البلد يعيش أمن واستقرارا يكرم كل إنسان فيه لا ظلم على أحد لا في مال ولا عرض ولا ما تقدم بل كل يعيش في حريته ويعمل أعماله النظامية؛ ولكن إذا اقتضى الأمر إلى تنظيم الأمور ومعرفة الأحوال وحفظ حقوق الناس وجعلهم يشنغلون ويعملون على نظم كفيلة لهم بمصالحهم المعيشية من غير أن يتعرضوا لمضايقة الكفلاء وغيرهم فإن هذا تصرف بمحله، فالجهات الأمنية حينما تنظم هذه الأمور تريد بها أمن الأمة واستقرارها وإبعاد شبح الفوضى وإعطاء كل ذي حق حقه؛ لكن لا يسمح لأي مفسد ولا لأي مجرم أن يمارس إجرامه وفساده لأن هذا البلد الإسلامي أكرم كل من جاءه وأعطاه حقه فلا مضايقة لأحد ولا ظلم لأحد؛ لكن الأمن والاستتباب أمر يجب تطبيقه لأن هذا من واجبات الشريعة أن يحافظ على أمن الأمة وأن يبعد عنها كل من يريدها بسوء، فهذا بلدا أمن مطمئن مستقر يفتح بابه لكل أحد؛ لكن يجب احترام الأنظمة والتقيد بها وتطبيقها فإن هذا من خير الأمة في حاضرها ومستقبلها، أسأل الله للجميع التوفيق والسداد والعون على كل خير إنه على كل شيء قدير.
واعلموا رحمكم الله أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ في النار.
وصَلُّوا رحمكم الله على عبد الله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائه الراشدين أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التَّابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك وإحسانك يا أرحمَ الراحمين.

اللَّهمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمَّر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، وجعل اللَّهمّ هذا البلاد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللَّهمَّ آمنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا، اللَّهمّ وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ لكل ما يرضيك، اللَّهمّ بارك له في عمره وعمله وألبسه ثوب الصحة والسلامة والعافية، اللَّهمّ شد عضده بولي عهده سلمان بن عبدالعزيز ووفق النائب الثاني لكل خير، اللَّهمّ أعن رجال أمنا على كل خير وسدد خطاهم ووفقهم فيما خير للإسلام والمسلمين وجازي عما فعله خيرا وثبت أقدامهم وسدد رأيهم إنك على كل شيء قدير، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، 

عنوان الموضوع: "أسباب التحرش بالنساء وعلاجه"

إرسال تعليق

إقرأ أيضا:

المشاركات الشائعة

المشاركات الشائعة